نظرات في بعض آيات القرآن الكريم
يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون
يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون
يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم
لم أكن في يوم من الأيام إنسانا صالحا وإنما عشت عمري متقلبا في رحمات الله ولولاها لكنت من الهالكين من أمد بعيد غير أني رغم ذلك أشعر بالاطمئنان والسكينة وأنا استمع لهذه الآيات يرتلها شيخ القراء عبد الباسط رحمه الله وأسقطها على الواقع الذي نعيشه اليوم في بلدنا وقد بلغ الدم الزبى وخذلنا القريب والغريب و كعادتها من لحظة بدء الخليقة لم يبق لنا سوى رحمة الله مدبر الأمر في الأرض وفي السماء
ورغم كل معطيات الواقع إلا أني أجده مرا كمرارة العسل حلوا كحلاوة النصر الذي تذوقه غيرنا
غير أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم لربما لم نستكمل بعد كل سنن النصر ومقوماته لربما ما زال بعضنا يظلم بعضنا لربما ما زال بعضنا يأكل حق غيره لربما ما زال بعضنا يظن سوءا بالله ولا يثق به لربما ما زال بعضنا متعلقا بأسباب الناس ولم يتعلق بحبل الله ولربما ولربما الكثير
غير أن هناك دائما حقيقة أن الله هو الذي يدبر في الأرض وفي السماء وعظمة حقائق القرآن أنها لا توضع لحادثة معينة ولمرحلة زمنية معينة وإنما هي لكل حالة ولكل حدث ولكل نفس من بدء الخليقة إلى أن يرثها الله ولو رحنا نفتش في حياتنا في القصص التي حدثت معنا في الناس الذين نعرفهم من حولنا لوجدنا ووجدنا ووجدنا تدبير الله مدبر الأمر في الأرض وفي السماء في كل نفس و خفقة قلب
أفمن أهلك فرعون يعجزه هلاك هامان اليوم
أفمن أهلك عادا وثمود يعجزه هلاك الجبت والطاغوت
أفمن أهلك الجرذ الأكبر والمسود وجهه وهو كظيم والشائن الهارب والقبحي الدنس يعجزه هلاك أخيهم الصغير ومن يدبر الأمر للقطة العمياء والكلب المكسورة رجله والنملة الضعيفة وغيرهم وغيرهم ألا يدبر أمرنا ونحن نكبر باسمه الكبير الله أكبر ضد من ظنوا أنفسهم أكبر من الله
الله أكبر يا هؤلاء من كل طواغيت الدنيا وفراعنتها ولقد أهلكهم وأذلهم شر هلاك وذل على مدى التاريخ وما يكتب اليوم حولنا لهو تفسير عملي لآيات لطالما قرأناها ولم يرض بعض علمائنا أن يفسرها لنا سوى على أنها تاريخ لا يتكرر
لا يا سادتي العلماء لست عالما ومفسرا مثلكم غير أن لي فهما وبصرا وعقلا أجيله في ملكوت الله فأرى آيات القرآن مفسرة بآيات الكون وتاريخ البشرية الذي لا يتوقف وأرى الحقائق التي يحاول بعضكم إخفاء بعضها جلية واضحة لا تحتاج لفتكم وعمائمكم الكريمة أو غير الكريمة لشرحها
الله أكبر يا سادتي الأجلاء وغير الأجلاء أيضا من كذب الحديث وليِّ أعناق الآيات و تطويع الدين لخدمة فرعون كما فعل السحرة من قبلكم فما أغنى عنهم سحرهم من تدبير الله
الله أكبر يا رجال السياسة من لعبة المصالح التي تلعبونها اليوم بجماجم أطفالنا ودماء شبابنا أليس هو مدبر الأمر في الأرض وفي السماء لا أنتم ومن أنتم أصلا ...؟؟؟
ويستمر ربي في تدبير ملكه ويستمر فرعون بالعناد ويرمي الله الحق بالباطل لينقيه كالعسل المصفى ويؤخر الله النصر ليرى منا صدق الالتجاء والتوكل عليه لا على غيره وصدق العبودية والتذلل له لا الرجاء من غيره والنصر آت بإذن الله غير أن نظر الإنسان قاصر وعلم الله واسع لا يحيط به شيء ومن كان يظن أن لن ينصره الله فليمدد بسبب إلى السماء ليطلع على غيب الله الغالب على أمره الناصر جنده والهازم الأحزاب قريبا وحده إن شاء الله
الحر